قال أطباء وحقوقيون لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن حالات انتحار النساء والفتيات بأفغانستان قد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أن سيطرت حركة طالبان على مقاليد الحكم في البلاد، في منتصف أغسطس من العام 2021.
وأوضح الطبيب، شكيب أحمدي ، الذي يتولى علاج مرضى في عيادة للصحة العقلية في مقاطعة هرات غربي البلاد، أن عدد المريضات في عيادته ارتفع بنسبة 40 في المئة إلى 50 المئة منذ سيطرة طالبان على السلطة، لافتا إلى إن حوالي 10 بالمئة منهن يقدمن على الانتحار.
ونبه شكيب أحمدي (اسم مستعار) إلى أن الفتيات والنساء، اللاتي قيّدت حركة طالبان حياتهن، يلجأن إلى مواد منزلية رخيصة للإقدام على الانتحار، والتخلص من عيشتهن البائسة.
ويقول أحمدي إنه يحاول أن يخبر مريضاته أن الأمور ستتحسن، وأن المدارس سيعاد فتحها، وإنه يمكنهن ممارسة بعض المهن في المنزل مثل الخياطة إلى أن تفرج الأمور.
لكنه يضيف بأسى: “في الحقيقة لا أرى مستقبلا مشرقا لأي شخص في هذه البلاد”.
وكانت حركة طالبان قد أعادت تدريجياً فرض السياسات القمعية التي قلصت دور المرأة في المجتمع خلال حكمها السابق من عام 1996 إلى عام 2001، رغم من التأكيدات بأنها لن تفعل ذلك.
وحاليا، تمنع النساء من دخول معظم أماكن العمل والجامعات والمتنزهات الوطنية وصالات الألعاب الرياضية والذهاب إلى أي مكان عام دون مرافق ذكر.
كما أن الفتيات الصغيرات محرومات من مواصلة تعلميهن بعد انتهاء المرحلة الابتدائية.
ومؤخرا، أنهت العديد من التلميذات الصف السادس الابتدائي، منا يعني، بحسب الطبيب أحمدي، احتمال حدوث موجة جديدة من الانتحار وإيذاء النفس، بعد أن تجد تلك الصغيرات أنفسهم حبيسات المنازل.
وأضاف الطبيب: “في العام الماضي، كان الجميع يأمل في أن تكون المدارس مفتوحة هذا العام دون أن يحدث ذلك، ولذلك لدي حدس قوي بأن حالات الانتحار سوف ترتفع”.
وحاولت شبكة “سي إن إن” التواصل مع حركة طالبان للتعقيب على التقارير المتعلقة بارتفاع معدلات الانتحار بين النساء دون أن تحصل على رد.
وفي بيان قدمته وزارة خارجية طالبان إلى مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في يناير الماضي، زعمت الجماعة المتشددة أن معدلات الانتحار بين الإناث انخفضت منذ وصولها إلى السلطة.“ليس
وقال البيان: “خلال العشرين عامًا الماضية، كانت هناك حالات كثيرة لنساء انتحرن، ولكن بفضل الله، لم تعد هذه الحوادث تقع في الوقت الحالي”.
ويتناقض ذلك البيان الادعاء مع تقارير متعددة، بما في ذلك تقارير خبراء الأمم المتحدة، الذين وضعوا في يوليو تقارير تؤكد انتشار الاكتئاب والانتحار على نطاق واسع، خاصة بين الفتيات المراهقات المحرومات من متابعة التعليم”.
ومع إصرار حركة طالبان على تقييد حقوق المرأة، فإن النساء الأفغانيات يبحثن عن الدعم خارج البلاد.
وفي هذا الصدد قالت هيذر بار، المديرة المساعدة لقسم حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش، إن النساء الأفغانيات يشعرن بالقلق من أن العالم بدأ يتقبل أن ما يحدث لهن أمر طبيعي.
وتابعت: “الجميع يهزون أكتافهم دون اكتراث ولسان حالهم يقول (حسنا.. هذا هي طبيعة أفغانستان)”.
وشددت بار على أن ما تعاني من النساء والفتيات في أفغانستان أمر غير محتمل، وأنه سوف يترك آثارا سلبية هائلة على حقوق المرأة على مستوى العالم”.
وزادت: “علينا أن نقول لحكوماتنا إنه لا يمكن اعتبار هذا أمرًا طبيعيًا. ولا يمكن التعامل مع هذا باعتباره مجرد دولة أخرى تعاني من قضية داخلية”.
المصدر : الحرة