لا يزال السفير الإسرائيلي في أبو ظبي، وتأمل الإمارات، بحسب مصادر معنية بسياستها، أن يكون لها تأثير معتدل على النشاط الإسرائيلي
على عكس الدول العربية الأخرى التي تقيم علاقات مع إسرائيل، فإن الإمارات العربية المتحدة لم تقطع الاتصالات منذ اندلاع الحرب في غزة. ولا يزال السفير الإسرائيلي في أبو ظبي، وذكرت أربعة مصادر مطلعة على سياسة الحكومة الإماراتية لرويترز أن الإمارات تنوي الحفاظ على العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل رغم الغضب من تزايد حصيلة الحرب في غزة وتأمل الإمارات من خلال اتباع هذه السياسة أن يكون لها تأثير على الحملة الإسرائيلية في غزة مع الحفاظ على مصالحها الخاصة.
وخارجياً، عادة ما تدين الإمارات تصرفات إسرائيل وتشعر بالقلق إزاء القضية الفلسطينية. وعندما أدان المسؤولون الأمريكيون في تصريحاتهم تصرفات إسرائيل في غزة، ودعوا إلى إنهاء الحملة وأثاروا مخاوف من تصاعد الوضع إلى صراع إقليمي. أكدت السفيرة لينا نسيبة، الشهر الماضي، في مجلس الأمن الدولي، أن أبوظبي وقعت “اتفاقيات إبراهيم” بهدف توفير الرخاء والأمن في الشرق الأوسط، من خلال التعاون والتعايش، وهذا الأمل الذي نصبو اليه”.
وفي الشهر الماضي، تحدث رئيس الإمارات محمد بن زايد مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبحسب مكتب رئيس الوزراء، فقد ناقش الزعيمان التطورات الإقليمية، وأكد نتنياهو أن إسرائيل مصممة على تدمير قدرات حماس وتبذل كل جهد لمنع إلحاق الضرر بالأطراف غير المتورطة.
وقال مسؤول إماراتي لرويترز إن الهدف الفوري للدولة هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وفتح ممرات إنسانية. وتعتزم الإمارات العربية المتحدة، بحسب المصادر التي تحدثت مع رويترز، الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، رغم الغضب الدولي إزاء عدد القتلى الفلسطينيين في غزة. وتأمل الإمارات أن تتمكن من الحفاظ على مصالحها في المنطقة، وأن تجعل إسرائيل أكثر اعتدالا.
ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي دولة غنية بالنفط، تأثير كبير على شؤون المنطقة. بالإضافة إلى علاقاتها مع إسرائيل، فهي بمثابة حليف أمني للولايات المتحدة، وتبقى القوات الأمريكية على أراضيها.
خلال الحرب، بالإضافة إلى المحادثات مع إسرائيل، تحاول الإمارات العربية المتحدة أيضًا تخفيف المواقف العامة لعدة دول عربية.. وبحسب المصادر الأربعة التي تحدثت لرويترز دون الكشف عن هوياتها نظرا لحساسية الموقف فإن الهدف هو أنه عندما تنتهي الحرب سيكون من الممكن العودة إلى حوار موسع.
وقالت المصادر الأربعة إنه وسط المأزق، تشعر الإمارات بإحباط متزايد من أهم شريك أمني لها واشنطن، التي تعتقد أنها لا تمارس ضغوطا كافية لإنهاء الحرب.
ولم يستبعد أي من المصادر الأربعة أن تخفض الإمارات علاقاتها أو تقطعها إذا تصاعدت الأزمة.
أهم مقاطع الفيديو