لا شك في أن تجديد القيادة السياسية ثقتها في سمو الشيخ أحمد النواف، وتسميته رئيسا للحكومة الجديدة، إنما يعكس الانسجام بين القيادة والشعب، الذي يقدر هذا الرجل ويضع كامل ثقته فيه، ولهذا أتقدم بخالص التهاني إلى سمو رئيس مجلس الوزراء.
وهنا يطيب لي أن أعبر عن بعض ما يجول بخاطري تجاه الحكومة الجديدة، المنتظر تشكيلها خلال الأيام القليلة القادمة، وما يواكب ذلك من تسمية شخصيات لشغل المناصب القيادية في الوزارات والهيئات والدواوين.
ولتكن البداية مع وزارة الدفاع، فنحن نريد قيادة قوية تتحمل المسؤولية، بما في ذلك رئيس أركان الجيش ونائبه ورئيس عمليات، وقيادات عسكرية تواكب ما يدور ويحيط بنا من مخاطر. ونأمل أن تكون هذه القيادة قادرة على الحفاظ على أمن البلاد وسلامتها وحماية مصالح المواطنين.
كذلك، نريد وزارة خارجية وسفراء على مستوى ما يدور ويحيط بنا من قضايا، ودبلوماسيين مدربين ومؤهلين للمناصب التي يتولونها، وليس دبلوماسيون يعينون بالواسطة. يجب أن تكون الوزارة والسفارات قادرة على تمثيل الكويت بكفاءة وفعالية في المحافل الدولية والعمل على حماية مصالح البلاد والمواطنين في الخارج. ويجب أن يتم تعيين السفراء وفقا للمؤهلات والخبرات اللازمة للقيام بمهامهم بنجاح.
وعلى مستوى الإعلام، نريد وزارة تعمل على النهوض بالكويت في جميع المجالات الإعلامية والفنية والثقافية. يجب أن تكون هذه الوزارة قادرة على تعزيز الحرية الصحفية والتنوع الإعلامي، وتحسين جودة ومحتوى وسائل الإعلام المحلية. ويجب أن تكون الوزارة ملتزمة بتعزيز الثقافة العامة وتعزيز الفن والثقافة في الكويت، وتشجيع المواهب الوطنية ودعمها في جميع المجالات الفنية والثقافية.
كما يجب العمل على مكافحة الفساد المتفشي في العديد من المجالات، بما في ذلك قطاع التموين. يجب أن تكون هناك جهود حقيقية لمحاربة هذه الظاهرة وإعادة الثقة إلى المؤسسات الحكومية. يجب أن تتخذ الحكومة إجراءات صارمة لمحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات أو فساد، وتطبيق العقوبات اللازمة عليهم. ويجب أن تكون هناك شفافية ومراقبة دقيقة لعمليات التموين وتوفير المواد الغذائية والضرورية للمواطنين، وتحديد الأسعار بشكل عادل ومناسب للجميع.
كذلك نحن بحاجة إلى وزارة داخلية تعمل على عدة جبهات، منها التركيبة السكانية والحفاظ على الأمن والاستقرار العام في البلاد.يجب أن تتخذ الحكومة إجراءات صارمة لمحاربة تجار الإقامات وتجار المخدرات والقضاء على هذه الظواهر السلبية التي تؤثر على الأمن والاستقرار في الكويت.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب على وزارة الداخلية تسهيل عملية دخول الزوار والسياح إلى الكويت، وخاصة بعد أن تضرر القطاع السياحي بسبب جائحة كوفيد – 19. يجب العمل على تسهيل الإجراءات الإدارية وتحسين الخدمات السياحية وتوفير بيئة آمنة ومريحة للزوار والسياح. ويجب تعزيز الجهود لتحسين البرامج السياحية والترويج للمعالم السياحية في الكويت، مما سيساعد على جذب المزيد من السياح وزيادة الإيرادات السياحية في البلاد.
أما برلمانيا، فيجب أن يكون لدى مجلس الأمة دور فعال في العمل لصالح الوطن والمواطنين، وأن يسعى إلى تحقيق الصالح العام وتجنب الخلافات السياسية والعمل مع السلطة التنفيذية لسن قوانين تعزز مصالح البلاد والمواطنين. ويجب أن يكون للمجلس دور فعال في مراجعة السياسات الحكومية وتحديد الأولويات الوطنية، والعمل مع الحكومة لتنفيذ مشاريع اقتصادية ملموسة تعزز التنمية الاقتصادية وتخلق فرص عمل للمواطنين.
كذلك ينبغي أن يتحلى الأعضاء في المجلس بالمسؤولية والحيادية وترك الخلافات السياسية جانبا لصالح المصلحة الوطنية. يجب أن يعمل المجلس على تحسين مستوى الخدمات العامة والتعليم والصحة والبنية التحتية.
ولأن لكل دوره وواجبه، فيجب أن يتم توعية المواطنين وتعزيز الوعي الحضاري والمدني لتحسين علاقتهم بأجهزة الدولة ودعم العمل الحكومي بشكل عام. يجب أن يتم تشجيع المواطنين على التحلي بالوعي والحكمة وعدم الانجرار وراء الأكاذيب والشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والحرص على الحصول على المعلومات من مصادر موثوقة.
ويجب أن تعطى السلطتان، التنفيذية والتشريعية، الفرصة للعمل بشكل فعال ودون تدخلات غير مبررة. ويجب على المواطنين أن يحترموا السلطتين وأن يعملوا بشكل بناء وتعاوني معهم، من أجل تعزيز العمل الحكومي وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. ويجب أن يكون هناك تشجيع للمواطنين على المشاركة الفعالة في العمل الحكومي والمجتمعي، وتعزيز ثقافة الحوار والتعاون بين كافة الأطراف في البلاد.
وختاما، أكرر تهنئتي لسمو الشيخ أحمد النواف، متمنيا له وللحكومة وللبرلمان دوام السداد والتوفيق لما فيه صالح الوطن.