أعلن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عن انطلاق قافلة رحلة الهجن التاسعة يوم الاثنين 19 ديسمبر، وكان المشاركون قد اجتمعوا في القرية التراثية بالقرية العالمية بدبي يوم الأحد ليتم نقلهم إلى المنطقة المخصصة للانطلاق في صباح اليوم التالي، لتبدأ القافلة رحلتها في قطع نحو 600 كيلومتر، خلال 12 يومًا، حتى تحط الرحال في نفس مكان التجمع بتاريخ 30 ديسمبر.
وباشرت القافلة مسيرها بقيادة الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبد الله حمدان بن دلموك الذي أشار إلى أن استمرار هذه الرحلة التراثية لعامها التاسع هو دليل نجاحها واستدامتها، وهي رسالة تعايش ومحبة لجميع المقيمين على أرض وطننا، نقدمها من خلال أحد رموز التراث الوطني الإماراتي ألا وهو الهجن الذي كان له بالغ الأثر في تشكيل الكثير من تفاصيل وتاريخ هذه المنطقة.
كما أشار إلى أن رحلة الهجن هي تجسيد لمسيرة أهلنا الأوليين، برفقة عدد كبير من المواطنين والمقيمين من جنسيات متعددة ممن يمتلكون الرغبة والشغف في التعرف على التراث الإماراتي وموروثه الشعبي.
وتختلف رحلة الهجن عن مثيلاتها، حيث تتركز أهدافها على عيش الأجواء الحقيقية وليس تهيئتها من منظور سياحي، وتعتمد على التدريبات المكثفة التي تمتد لشهور، من المشاركين البالغ عددهم 34 مشارك في هذه النسخة، لاحتراف عملية امتطاء الهجن، وامتحان قدرات المشاركين الفردية، وعزيمتهم لخوض تحدٍّ جديد في الصحراء المترامية وسط طرق وعرة، وتلال رملية تتطلب منهم النزول ودفع الهجن لاجتيازها، ولياقة بدنية وقدرة تحمّل عالية، والانعزال التام عن حياة المدينة، والالتزام بتعليمات قائد الرحلة لمدة تصل إلى نحو أسبوعين، حتى الوصول إلى المحطة النهائية.
خط سير الرحلة
وتبدأ الرحلة من منطقة عرادة في صحراء الربع الخالي ليقطع المشاركون على متن الهجن مسافة 600 كلم، وسط الكثبان الرميلة، وفق خط سير، يضم محطات أبرزها: تل مرعب، الخرزة، السراب، محمية المها العربي، أم عنز، أم الحب، بوتيس، الخزنة، سيح الملح ـ سويحان، العجبان، سيح السلم، وصولاً إلى القرية التراثية في القرية العالمية يوم 30 ديسمبر الجاري، حيث سيكون الختام.
مزيج ثقافي
يخوض غمار نسخة هذا العام من رحلة الهجن 34 مشاركًا من 15 جنسية مختلفة تم اختيارهم بعناية من بين 400 متقدّم للقافلة، وذلك من خلال التدريبات التي خضعوا لها من قبل مجموعة من خيرة المدربين تحت إشراف مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بهدف تهيئتهم لخوض أجواء وظروف مماثلة لرحلة الأجداد على أحد أهم رموز البيئة الصحراوية، وأشاد المشاركون في قافلة رحلة الهجن في نسختها التاسعة، بهذه التجربة التي وصفوها بكونها تغيير الحياة للأفضل، وتمنحهم فرصة فريدة لتعلم حياة الأصالة والبداوة خلال قطع الصحراء الإماراتية لنحو 12 يوماً متواصلاً من عرادة في أبوظبي وصولاً إلى القرية العالمية في دبي يوم 30 ديسمبر الجاري.
واعتبر الأمريكي إينوك كاسلبيري، أن مشاركته في هذه الرحلة أمر رائع للغاية وتجربة لا تضاهيها مثيل، وقال: بفضل تدريبات مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أصبحت أتقن ركوب الهجن، حيث قاموا بتدريبي ثلاث مرات أسبوعياً خلال الشهرين الماضيين، وأصبحت متمرساً على عكس ما كنت أتخيل الحياة هنا في دبي، من خلال العيش في عبق الماضي وتجربة هذا التراث الغني.
وكشف الأمريكي الذي قدم من ولاية تكساس للعيش في الدولة قبل تسع سنوات، أن رؤيته الإعلان الكبير للرحلة الموجود بجانب القرية العالمية، دفعه للاتصال وإرسال بريد إلكتروني، ليلقى تجاوباً مباشراً من المركز، وقال: لم أتردد من أجل المشاركة وفور تجربتي التدريبات أردت تعلم المزيد، والأجواء كانت رائعة، وهو ما يجعلنا أخوض هذه الرحلة بكل راحة، وتابع: أعمل كمصور فوتوغرافي ومدرس للغة الإنجليزية، أحاول الجمع بين هذين الأمرين، وأحاول دائماً اكتشاف المزيد ولا يمكن أن تطلب تجربة أفضل من هذه في وسط الصحراء الإماراتية الخلابة.
أما الباكستاني جافيد بيلوتش، الذي يعمل كمدير مالي في دبي، فقال: التحول من العمل المكتبي لتجربة ركوب الهجن والتنقل في الصحراء، في البداية عندما أخبرت زملائي عن الأمر لم يصدقوا ذلك، ولكن الآن الكل يريد تجربة هذه الرحلة أيضاً، وتابع: كمقيم في الدولة لطالما شعرت بالتسامح والمحبة من الإماراتيين تجاه الجميع، وعيش هذه التجربة الغنية بالإرث الإماراتي أمر سيبقى معي للأبد.
وكشف بيلوتش أنه أراد المشاركة في النسخة الماضية، لكنه لم يتمكن بسبب مشاغل العمل، وقال: رؤية القافلة تصل “إكسبو 2020 دبي” بكل روعة، حفزني أكثر على المشاركة في هذا العام، ورفضت تماماً أن أفوت الفرصة التي تغيير الحياة للأفضل على الصعيد العقلي والبدني.
أما الفرنسية أودي ديفنجر، التي تعمل كمديرة مبيعات، قالت: شجعني والدي على المشاركة في الرحلة بعدما شاهدا مقاطع لها عبر التلفاز في فرنسا، وأنا لم أتردد وشاركت في السباقين التمهيدين للرحلة في المرموم، وشعرت أنني أتقنت مهارة ركوب الهجن بشكل مميز، إلى جانب كون التدريبات جعلتنا ننشأ روابط مع الهجن ونتعرف عليها أكثر، وهو ما يجعلنا الآن نمضي قدماً في رحلتنا في الصحراء بكل ثقة، وسعي لنخرج من التجربة بشكل أفضل في حياتنا مما نتعلمه فيها.